أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

كيفية التخلص من العلاقات السامة في حياتك

                    تأثير العلاقات السامة على نفسيتك



تعتبر العلاقات هي جزءا مهما وأساسيا من حياتنا اليومية، سواء أكانت هذه العلاقات عائلية، صداقة، أو علاقات عاطفية ومع أن العلاقات يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للدعم النفسي والسعادة، إلا أن بعض العلاقات تكون سامة وتؤثر سلبًا على صحتنا النفسية، بحيث قد لا نلاحظ في البداية العلامات الدالة على سُمّية العلاقة، لكن مع مرور الوقت، تبدأ الآثار السلبية في الظهور بشكل جلي، وتماشيا مع ذلك فقد أضحى من المهم أن نكون قادرين على التعرف على هذه العلاقات السامة، والتعامل معها بشكل صحي لضمان الحفاظ على صحتنا النفسية والعاطفية هذا الامر هو الذي سوف نتناوله  في هذا المقال .

 ما هي العلاقة النفسية السامة؟

العلاقة النفسية السامة هي العلاقة التي تتسم بالتحكم، التلاعب، الإهانة، أو الإساءة العاطفية. قد تكون هذه العلاقات غير صحية ولا تسمح لأحد الأطراف بالنمو الشخصي أو العاطفي. يمكن أن تتسم العلاقة السامة بالكثير من الخصائص التي تترك تأثيرًا سلبيًا على الفرد، بما في ذلك مشاعر العجز، التوتر، والإرهاق العاطفي.

تتميز العلاقة السامة بأنها تأخذ أكثر مما تعطي، حيث يشعر الفرد بأنه يواجه مستمرًا مشاعر سلبية مثل الحزن، الخوف، والذنب بعد التفاعل مع الشخص الآخر. ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه العلاقات إلى الشعور بالضياع وفقدان الثقة بالنفس.


 علامات العلاقات النفسية السامة

1. الإهانة العاطفية المستمرة

 تعد الاهانة العاطفية المستمرة أحد أبرز علامات العلاقات السامة ، ففي هذه العلاقة  ستشعر فيها بالتقليل من شأنك، وذلك من خلال اعتماد الطرف الآخر كلمات جارحة أو مهينة بشكل متكرر، فهذا قد يكون مؤشرًا قويًا على أن هذه العلاقة سامة بحيث قد تكون الإهانة في شكل نقد دائم، تهديدات، أو استهزاء بأفكارك وآرائك.

2. التلاعب والتحكم

العلاقات السامة تتميز أيضًا بالتلاعب العاطفي والتحكم المفرط، بحيث قد يشعر الشخص بأنه محاصر أو مجبر على اتخاذ قرارات معينة بناءً على رغبات الطرف الآخر، اضافة إلى ذلك يمكن أن يكون هذا التحكم في شكل تدخل في حياتك الشخصية، اتخاذ قراراتك نيابة عنك، أو محاولة السيطرة على مشاعرك وأفعالك.

على سبيل المثال، قد يستخدم الشخص السام أساليب مثل الذنب العاطفي أو التهديد بالابتعاد لإجبارك على فعل شيء ضد إرادتك،  هذه الاستراتيجيات قد تجعلك تشعر بأنك غير قادر على اتخاذ قراراتك بحرية.

3. إهمال مشاعرك واحتياجاتك

دائما ما يميز العلاقات السامة هو الاهمال، أي أن تكون احتياجاتك العاطفية والجسدية غير مهمة للطرف الآخر، بحيث قد لا يتمكن الشخص السام من فهم مشاعرك أو احتياجاتك، بل لا يقوم لأي مجهود لذلك أو قد يتجاهلها تمامًا، إذا كنت تجد نفسك دائمًا تدافع عن نفسك أو تشعر بأن مشاعرك غير مفهومة أو غير محترمة، فهذه علامة واضحة على أن العلاقة سامة.

4. الشعور بالتعب العاطفي والنفسي

تستهلك العلاقات السامة طاقتك بشكل كبير، بحيث ستشعر مع الشخص السام بالارهاق المستمر، إضافة إلى احساسك الدائم بالتوتر والقلق بعد كل لقاء، ينتقل هذا التعب النفسي الى حياتك اليومية لياثر عليها بشكل سلبي

5. الاستغلال

تتميز العلاقات السامة بسمو المصلحة، أي ان أحد الاطراف يستعمل الطرف الاخر لتحقيق مصالحه، سواء أكانت عاطفية، نفسية، مادية أو غيرها، حيث يسيطر الطرف الاخر على مشاعرك أو مواردك دون إعطاء شئ في المقابل ، لتجد نفسك تحس بعدم التوازن والراحة 

6. العزلة الاجتماعية

يهدف الشخص السام ف العلاقات السامة الى محاولة عزل الطرف الاخر عن محيطه، وذلك باستخدام طرق خفية مثل التقليل من شأن الناس المقربين منك أو تحفيزك على قضاء معظم الوقت معه فقط، مما يزيد من تأثير العلاقة السامة في حياتك، فلا تجد ملجئ غيره ، أو مسمعا غيره، مما يجعل الشخص المعني أكثر عرضة للسيطرة والتلاعب


 الآثار النفسية للعلاقات السامة

1. فقدان الثقة بالنفس

غالبا ما تؤدي العلاقة السامة إلى تاكل الثقة النفس، وذلك لاستمرار الاهانات والاهمال، بحيث يجعلك الامر تحس بالشك في قيمتك والنفسية ، بل وتعتقد أن هذا ما تستحقه، مما يجعلك استحقاقك ينعدم .

2. الاكتئاب والقلق

الإجهاد الناتج عن التعامل مع العلاقات السامة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية أكبر مثل الاكتئاب والقلق، قد تشعر بالعزلة، وتبدأ في الانسحاب من الحياة الاجتماعية أو الهوايات المفضلة، بسبب شعورك بالإرهاق العاطفي، اضافة إلى  ازدياد أعراض القلق والتوتر مع مرور الوقت، ويصعب التعامل مع تحديات الحياة اليومية.

3. فقدان الهوية الشخصية

يبدأ الفرد رويدا رويدا في فقدان هويته الشخصية في العلاقات السامة، وذلك من خلال فقدانه بوصلته والتي تحدد ما إذا كان ما يفعله صحيحا أم لا، وقد يبدأ في تقليد سلوك الطرف الاخر، وكذا الانسهار مع شخصيته مما يؤدي إلى فقدان للهوية الشخصية والشعور بالضياع .

4. الإرهاق العاطفي

عندما تكون في علاقة سامة، يتم استنزاف طاقتك العاطفية والنفسية بشكل مستمر، مما قد يؤدي ذلك إلى الإرهاق العاطفي، مما يجعلك غير قادر على التعامل مع ضغوط الحياة الأخرى. هذا النوع من الإجهاد النفسي قد يؤثر على حياتك العملية والعلاقات الاجتماعية.


 كيفية التعامل مع العلاقات السامة

1. الاعتراف بالواقع

لعل أهم خطوة للتخلص من العلاقة السامة هي الاعتراف بأنها حقيقية وموجودة، قد يكون من الصعب التقبل أن هذه العلاقة تؤذيك، خاصة إذا كان الشخص المؤدي مهما في حياتك، لكن مرحلة الاعتراف تعتبر أهم المراحل نحو الشفاء ، لذلك إعتراف أن هذه العلاقة سامة، واعمل على شفاءك.

2. إقامة الحدود الصحية

لا تقل المرحلة الثانية أهمية عن الاولى، تتمثل في وضع حدود واضحة مع الاشخاص السامين في حياتك، لذلك فتعلم قول " لا " ، او " لا اريد "، أمر بالغ الأهمية لحماية حدودك من أي انتهاك قد تطالها.

3. الابتعاد تدريجيًا

إذا كنت تجد أن العلاقة تؤثر عليك بشكل عميق، قد يكون من الأفضل الابتعاد تدريجيًا عن الشخص السام،  فالابتعاد لا يعني دائمًا قطع العلاقة بشكل مفاجئ، ولكن قد يعني تقليل التفاعل والتواصل بشكل مستمر، مما يقلل من التأثير السلبي للعلاقة على حياتك.

4. الاستعانة بالدعم النفسي

في حالة احسست بالحاجة لمن يقف معك فلا تتردد بطلب الدعم النفسي، سواء بالاستعانة بمعالج أو مستشار نفسي،  هذه الخطوة ستساعدك في فهم مشاعرك وستعلمك كيفية التعامل مع العلاقات، فالعلاج النفسي يمكن أن يكن البوصلة لاعادة ثقتك في نفسك ولتحقيق تعامل أفضل مع الصدمات النفسية . 

5. التركيز على الذات والعناية بالنفس

أحد أفضل الطرق للتعامل مع العلاقة السامة هو إعادة التركيز على نفسك لذلك احرص على تخصيص وقت للنشاطات التي تحبها وتعزز من صحتك النفسية، من خلال ممارسة الرياضة، قراءة الكتب، قضاء وقت مع الأصدقاء الداعمين، واعتنِ بنفسك جسديًا وعاطفيًا، هذا سيساعدك على استعادة التوازن ويمنحك القوة للابتعاد عن العلاقات السامة.

خاتمة :

العلاقات السامة يمكن أن تترك تأثيرات عميقة وطويلة الأمد على صحتنا النفسية والعاطفية. من خلال التعرف على العلامات المبكرة لهذه العلاقات وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحي، يمكننا حماية أنفسنا والابتعاد عن السلبية. على الرغم من أن الابتعاد عن علاقة سامة قد يكون صعبًا، إلا أن العناية بالنفس وإقامة حدود صحية هو الطريق إلى استعادة التوازن النفسي والعاطفي. تذكر أن صحتك النفسية أولاً وقبل كل شيء، ومن حقك أن تكون في علاقات تدعمك وتنميك وليس في علاقات تستهلكك وتدمر ثقتك بنفسك.

تعليقات