حذاري : أضرار حبوب منع الحمل النفسية والجسدية
.png)
على الرغم من أن حبوب منع الحمل توفر فوائد عديدة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، مثل تنظيم الدورة الشهرية، ومنع الحمل غير المخطط له، وتحسين صحة البشرة في بعض الحالات ، كونها واحدة من أكثر وسائل تنظيم الأسرة شيوعًا في العالم، وهي فعالة بشكل كبير في منع الحمل ، إلا أن لها أيضًا بعض الأضرار والآثار الجانبية التي قد تؤثر على صحة المرأة الجسدية والنفسية، في هذا المقال، سنتناول الأضرار المحتملة لحبوب منع الحمل وكيفية التعامل معها.
أولًا: كيف تعمل حبوب منع الحمل؟
تحتوي عادة حبوب منع الحمل على هرمونات اصطناعية تشبه الهرمونات الطبيعية في الجسم (الاستروجين والبروجستين)، بحيث تعمل هذه الحبوب على منع الحمل بعدة طرق، أهمها:
- منع التبويض : حيث تمنع الحبوب المبيضين من إطلاق بويضة جاهزة للتخصيب.
- زيادة كثافة مخاط عنق الرحم : مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم : مما يقلل من احتمالية حدوث الحمل حتى إذا تم تخصيب البويضة.
ثانيًا: الأضرار الجسدية لحبوب منع الحمل
التقلبات الهرمونية
تؤثر حبوب منع الحمل على مستويات الهرمونات في الجسم، وخاصة الاستروجين والبروجستين، هذه التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسدية، حيث يعاني بعض النساء من:
- تقلبات مزاجية : يمكن أن تسبب الهرمونات في حبوب منع الحمل تقلبات مزاجية مثل الاكتئاب أو القلق، تعتبر هذه التقلبات يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية للمرأة.
- صداع نصفي : بعض النساء قد يعانين من صداع نصفي أو صداع مستمر نتيجة لتقلبات مستويات الهرمونات، خاصة في الأشهر الأولى من استخدام الحبوب.
- الغثيان : في بعض الحالات، قد تشعر المرأة بالغثيان أو الإحساس بالدوار عند بداية استخدام حبوب منع الحمل، قد يخف هذا العرض مع مرور الوقت، لكنه يظل أحد الأعراض الجانبية الشائعة.
زيادة الوزن
لعل من الأعراض الشائعة التي قد تعاني منها بعض النساء عند تناول حبوب منع الحمل هي زيادة الوزن، بينما لا تعتبر حبوب منع الحمل السبب المباشر لزيادة الوزن، إلا أن التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى احتباس السوائل أو زيادة الشهية للطعام، مما يمكن أن يساهم في زيادة الوزن في بعض الحالات، قد تؤدي هذه الزيادة إلى شعور المرأة بعدم الراحة.
مشاكل جلدية
على الرغم من أن حبوب منع الحمل قد تحسن من حالة البشرة لدى بعض النساء، إلا أن هناك أيضًا من يعانون من مشاكل جلدية بسببها قد تسبب الحبوب ظهور حب الشباب أو تفاقم الحالة لدى بعض النساء، خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من البروجستين، في بعض الأحيان، قد يتسبب التغيير الهرموني في ظهور بثور أو دهنية مفرطة في البشرة.
مشاكل في الدورة الشهرية
على الرغم من أن حبوب منع الحمل تهدف إلى تنظيم الدورة الشهرية، إلا أن بعض النساء قد يعانين من مشاكل مثل:
- النزيف غير المنتظم : قد يلاحظ البعض نزيفًا خفيفًا أو دمًا بنيًا بين فترات الحيض، خاصة في الأشهر الأولى من استخدام الحبوب.
- انقطاع الدورة الشهرية : قد تنقطع الدورة الشهرية لدى بعض النساء بشكل كامل أو تصبح غير منتظمة بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحبوب.
زيادة خطر الإصابة بتجلط الدم
قد يتسبب الاستروجين في زيادة تجلط الدم مما يزيد من خطر حدوث جلطات في الأوعية الدموية (مثل تجلط الأوردة العميقة أو السكتة الدماغية) لذلك فمن بين الأضرار الجسدية الأكثر خطورة المرتبطة بحبوب منع الحمل هي زيادة خطر الإصابة بتجلط الدم، يكون هذا الخطر أعلى لدى النساء المدخنات أو اللائي يعانين من بعض الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم.
ثالثًا: الأضرار النفسية لحبوب منع الحمل
الاكتئاب والتقلبات المزاجية
من المعروف أن الهرمونات تؤثر بشكل كبير على المزاج وبناء على ذلك قد يسبب الاستروجين أو البروجستين في الحبوب انخفاضًا في مستوى السيروتونين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة لذلك تعاني بعض النساء من تقلبات مزاجية شديدة أو مشاعر اكتئاب عند استخدام حبوب منع الحمل، بعض الدراسات تشير إلى أن النساء اللائي يعانين من اكتئاب سابق قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هذه الأعراض عند تناول حبوب منع الحمل.
التوتر والقلق
تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل قد يعانين من مستويات أعلى من القلق والتوتر، هذا قد يكون نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، قد يؤدي هذا التأثير إلى مشاكل في النوم، مما يفاقم من حالة التوتر.
انخفاض الرغبة الجنسية
بعض النساء قد يلاحظن انخفاضًا في الرغبة الجنسية بسبب استخدام حبوب منع الحمل، هذا التغيير يمكن أن يكون ناتجًا عن التأثيرات الهرمونية على النظام التناسلي، حيث قد تؤثر مستويات هرمون الاستروجين على مستوى الدافع الجنسي، وتشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض الرغبة الجنسية قد يكون مرتبطًا بتغيرات في مستويات هرمون التستوستيرون أيضًا.
رابعًا: المخاطر الصحية طويلة المدى لحبوب منع الحمل
زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن استخدام الحبوب قد يؤدي إلى تغيرات في الأنسجة الثديية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان في المستقبل بحيث تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام حبوب منع الحمل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة عند النساء اللائي يستخدمن الحبوب لفترات طويلة،
تأثيرات على الخصوبة بعد التوقف عن الاستخدام
بينما لا تؤثر حبوب منع الحمل على الخصوبة بشكل دائم، إلا أن بعض النساء قد يواجهن تأخيرًا في استعادة خصوبتهن بعد التوقف عن استخدام الحبوب، قد يستغرق الأمر من بضعة أشهر إلى عام أو أكثر حتى تستعيد المرأة دورة إباضتها الطبيعية، وفي بعض الحالات النادرة، قد يعاني البعض من مشاكل في الحمل بعد التوقف عن تناول الحبوب.
مضاعفات صحية في حالة وجود أمراض معينة
النساء اللواتي يعانين من بعض الحالات الصحية مثل أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات سلبية من حبوب منع الحمل، هذه الحالات قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أكبر مثل السكتة الدماغية أو تجلط الدم.
خامسًا: كيف يمكن تقليل أضرار حبوب منع الحمل؟
على الرغم من أن حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى بعض الأضرار الجسدية والنفسية، يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل هذه التأثيرات:
- استشارة الطبيب : من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام حبوب منع الحمل لتحديد ما إذا كانت هي الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية.
- اختيار النوع المناسب : هناك أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل تحتوي على تركيبات هرمونية متفاوتة، يمكن للطبيب مساعدتك في اختيار النوع الأنسب لتجنب الأضرار الجسدية والنفسية.
- المراقبة الدورية : يجب متابعة الحالة الصحية بشكل دوري مع الطبيب لمراقبة أي آثار جانبية قد تظهر أثناء استخدام الحبوب.
خاتمة
حبوب منع الحمل تعتبر من الوسائل الفعالة لمنع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية، ولكن لا يمكن إغفال الأضرار والآثار الجانبية التي قد تترتب عليها ، من المهم أن تكون المرأة على دراية بكل التأثيرات المحتملة وأن تتخذ القرار المناسب بعد استشارة الطبيب المختص، كما يجب عليها متابعة حالتها الصحية بشكل دوري لضمان السلامة والراحة أثناء استخدام هذه الوسيلة.
